الثانوية العامة في فلسطين .. بين الإمتحانين التجريبي المدرسي والوزاري الرسمي العام ( د. كمال إبراهيم علاونه )

الثانوية العامة في فلسطين .. بين الإمتحانين التجريبي المدرسي والوزاري الرسمي العام

========

د. كمال إبراهيم علاونه

مدير عام مركز العالم الثقافي

نابلس – فلسطين

========

ما أن ينتقل الطالب الفلسطيني من الصف الأول الثانوي إلى الصف المدرسي الأخير وهو الصف الثاني الثانوي، حتى تلاحقه الهواجس والأفكار الباطنة المستترة والعلنية الظاهرة التي تحضه وتدفعه دفعا إلى الأمام، للحصول على علمات مرتفعة، بإتجاه مستقبلي جديد، للإلتحاق بالركب الجامعي الجديد في أرض الوطن الفلسطيني أو خارجه .

وخلال فترة العام الدراسي الأخير، سواء في المدرسة الحكومية أو الخاصة، يبذل الطالب، ذكرا أو أنثى، جهوده المتتابعه للفوز بالنجاح تحصيل أعلى العلامات المدرسية أو في إمتحان الثانوية العامة، الرسمية الوزارية، للولوج في سنوات مرحلة الحياة الجامعية التي تمتد ما بين 3 سنوات – 5 سنوات.

وأثناء فترة الدراسة المدرسية في الصف الثاني الثانوي ( التوجيهي )، يخضع الطالب في مدرسته إلى الإختبارات أو الإمتحانات الشهرية والفصلية، والإمتحان التجريبي المدرسي الشامل، على غرار الإمتحان. الثانوي العام ( الوزاري الرسمي )، أو محاكاته القريبة، المعتمد في القبول الجامعي الفلسطيني والأجنبي، وأثناء ذلك يمر الطالب بفترة نفسية ودراسية وإجتماعية صعبة تلازمه طيلة فترة زمنية قصيرة محددة تلازمه لثلاثة شهور متواصلة أو أكثر أو أقل قليلا .

على أي حال، يتشتت ذهن الطالب، ويحاول الإجابة الشافية المرضية أو المشككة حول طبيعة كل من الإمتحانين التجريبي المدرسي والوزاري الرسمي، من حيث واضعي الأسئلة وتصحيح الإجابات العادية والنموذجية، وهل هي أسئلة مشابهة أو متقاربة أو مماثلة أو مختلفة، وحول طبيعة التصحيح للإمتحان الثانوي التجريبي أو الرسمي العام، وكذلك المقارنة بين الفترة الزمنية الممنوحة للإمتحان وطريقة التصحيح وإعتماد الإجابات النموذجية وإلتزام المعلمين المصححين لكلا الإمتحانين .

على العموم، فإن الطالب الثانوي يبقى في حالة ثنائية مقلقة وغير مستقرة داخليا، توفيقية أو تناقضية بين حالتي الإمتحان الثانوي المدرسي التجريبي، والإمتحان الثانوي الرسمي الوزاري العام، وطبعا قلب الطالب وعقله يبقى منتظرا للجلوس الفعلي للإمتحان الوزاري الرسمي العام للتخلص من تبعات وإرهاصات الإمتحان التجريبي والإنتهاء من تقديم جميع مواد الإمتحان النهائي العام ليتمكن من دخول الجامعة التي يود الإلتحاق بها.

نصائح عامة

1) إدخال الطمأنينة العامة على نفسيات الطلبة :

يفترض في الإدارة المدرسية أولا، ووزارة التربية والتعليم ثانيا، والأهل ثالثا، بشتى الطرق والوسائل التعليمية والإعلامية المتاحة، التقليدية الوجاهية، والإلكترونية المفتوحة عن بعد، العمل الحثيث على إدخال الطمأنينة والإقتناع، وإزالة القلق والأرق لنفسبات الطلبة الثانويين بإن الإمتحانات الرسمية العامة للثانوية العامة هي مشابهة تقريبا للإمتحانات التجريبية، في كل شيئ، ولا تختلف عنها إلا في الإجراءات الفنية والإدارية، لما يؤكده ذلك من تفريغ نفسي للطالب وعدم إرهاقه بدنيا وتذمره النفسي، ويساهم في عدم الخوف من الإمتحان الرسمي الكلى العام .

2) الإستفادة الطلابية من الإمتحانات الثانوية التجريبية :

العمل الحثيث على حض طلبة الثانوية العامة على الإستفادة من تجربة الإمتحانات الثانوية العامة التجريبية حول كيفية إدارة الوقت، وكيفية الدراسة الأولية والتركيز على المواضيع المهمة، وتلاقي الأخطاء المتوقعة أو الفعلية ، لإبعاد حالة اللامبالاة لدى الكثير من الطلبة تجاه الإمتحانات المدرسية التجريبية التي تسبق الإمتحانات الثانوية العامة.

3) الإدارة الصحيحة لوقت الطالب بالمرحلة الثانوية العامة : لا بد من الإدارة الصحية الصحيحة لأوقات الطالب اليومية سواء أكانت للإمتحانات الثانوية التجريبية المدرسية أو الإمتحانات الثانوية الرسمية العامة للحيلولة دون الإرهاق العام للطالب، فتوزيع الأوقات للطلبة مهمة جدا للإستيعاب والفهم لمختلف المواد على مدار اليوم والليلة بتخصيص جدول الأوقات لوجبات الأطعمة والأشربة والصلاة والإستراحة والنوم، وعدم الإكثار من ساعات الدراسة الليلية المتأخرة للحفاظ على صحة عافية الطالب .

4) التوزيع المناسب لجدول الإمتحانات التجريبية والرسمية العامة : إن التوزيع المريح لجدول الإمتحانات التجريبية المدرسية أو الثانوية العامة، على مدار فترة زمنية متوسطة ومعتدلة ( 3 أسابيع مثلا ) ، وهي ليست بالمدة القصيرة وليست بالطويلة، يقلل من الإحساس بالظلم والملل والإحباط من الإمتحانات ويمكن الطالب من الإستعداد الصحيح بالتوزيع الزمني المناسب على الدراسة بتركيز عال على المواد الدراسية دون إفراط أو تفريط زمني .

5) قاعة الإمتحانات القريبة : يفترض العمل على توزيع الطلبة في قاعات قريبة للجلوس للإمتحانات العامة كما هو الحال بالنسبة للمدرسة التي إلتحق بها الطالب. فالقاعة القريبة لإمتحان التجريبي أو العام والمراقبة اللطيفة الواعية. تعمل على إراحة الطالب نفسيا وتوفر عليه السفر لمسافة بعيدة مع يسبب ذلم من تعب ومشقة وإرهاق بدني ونفسي.

6) توفير البيئة البيتية الصحية الدراسية : فمكان الدراسة الهادئة والإضاءة المناسبة والتهوية الملائمة والتدفئة الجيدة والتكييف المتوسط لدرجات الحرارة البعيدة عن الضوضاء عملية مهمة جدا في حياة الطالب الدراسية. وهذه طبعا من مهمة أهل الطالب الأساسية لتمكين الطالب من الفهم والإستيعاب بدرجات عالية وبأقل الأوقات الزمنية وتعمل على توفير الأمن والأمان النفسي والبدني وتساعد على التركيز الدراسي وتقلل من التشتت الفكري والعقلي .

7) توفير وسائل النقل المناسبة : لتمكين الطلبة من الوصول قبل الإمتحانات الصباحية وعدم التأخر ، مما يساهم في الإقبال على الإمتحانات بروح معنوية عالية بلا إرهاق أو إستفزاز أو حشر في الوقت.

8) الإحتساب الجامعي للعلامات المدرسية الفصلية والتجريبية في القبولات للتخصصات الأكاديمية : إن الإحتساب الجامعي الفلسطيني بنسبة مئوية معينة ( 25 % أو 30 % ) للعلامات المدرسية والتجريبية في الثانوية العامة ( الثاني الثانوي ) للتسجيل والقبول الجامعي يقوي من إدراك الطالب لأهمية العلامات المدرسية التي تسبق الإمتحانات الرسمية العامة فيعطيها الأهمية اللازمة ويبعد حالات الهجرة وعدم المبالاة حيالها.

وأياما دراسية صحية آمنة وإمتحانات موفقة لجميع الطلبة في بلادنا المقدسة.

والله ولي التوفيق. سلام قولا من رب رحيم.

تحريرا في يوم الأحد 20 رمضان 1442 هجرية / 2 أيار 2021 م.

أضف تعليق